السبت، 5 ديسمبر 2009

نجْمِة ْ سْما بقلم: عبدالله بنيونس

نجْمِة ْ سْما
بقلم: عبدالله بنيونس


( تعليق: هذه القصيدة كتبتها عام 97 عندما كنت أعيش مغامرة عاطفية رهيبة، وأسميها مغامرة رهيبة لأنني سافرت فيها بعيدا إلى أعماق إنسانيتي و إنسانية حبيبتي سفرا يشبه ذلك الذي قال عنه نزار قباني:
الحبّ ليس رواية شرقيـة يتزوّج في ختامها الأبطالُ
و لكنّه الإبحارُ دون سفينة و يقينك أنّ الرّجوع محالُ
و قد أردتها ملحمة شعرية أصوّر فيها تفاصيل تلك المغامرة. لكنني لم أتمكن من إكمالها بسبب موجة من المشاكل حلّت علينا و استمرّت لثلاث سنوات مؤلمة انتهت بنا إلى الفراق. و هذا الجزء الذي كتبت هو مقدمة تلك الملحمة.)
*****

نِجْمِةْ سْمايا بايْتَه بحْذايــا تِلمعْ وْ تضْوي و نورْها ذَبلانْ
تسْمعْ حْديثي تْهِزْ معايا دايا تُصبرْ عْلَيَّ تْوَنّسْ الوحْــدانْ
*****

ها اللِّيلْ لينا صايِرْ
ظلامَهْ وْ صمتهْ عاملينْ سْتايِرْ
زيتونْ بينا دايِرْ
حاملْ ثْمارَهْ زيتْها مَلْيانْ
يشْهِدْ كلامي يْسَطْرَهْ بسْطايِرْ
يحكي عْليهْ يْقولْ عَالوَلْهانْ
*****

ها الليلْ لازِمْ صَمْتَهْ
بَدْرِهْ كاملْ دايْرِهْ عاصِمْتهْ
سُلطانْ في مَحْكِمتِهْ
مْوَشِّحْ مْتَوِّجْ وْ هالتَهْ تَزْيانْ
نْجومْ السْما ناشِرْ عْليها سُلطَه
تُخْزُرْ قْداهْ تْقَدِّسْ السُّلطانْ
*****

و نْجيمْتي مَخفِيَّه
بْعيدَه و في طَرْفْ السْما مِنْسِيَّه
حتّى القْمَرْ حاجِبْ عْليها ضَيَّه
مْكَلِّفْ جْنودَه عاملَه تُرْسانْ
غِيماتْ سُودْ دايْرينْ ثْنِيَّه
عْلى نْجيمْتي حاسْبينْها ما تْبانْ
*****

لكنْ هي تْجاهِدْ
تْشُقْ الغْيومْ الحالْكَه و تْكابِدْ
ديمَه وْفِيَّه وْ عاطيَه بالعاهِدْ
تَسْهِلْ عْليكْ تْجِيكْ يا يَقْظانْ
وْ مهْما تْكونْ شْدايِدْ تُظْهُرْ وْ يلمِعْ نورْها و يْبانْ
*****

هَزِّيتْ ليكْ عْيُوني
نِجْمِةْ سْمايا تْفَرْجيلي مْحوني
و نْخَبْرِكْ بشْجوني
نيرانْ قلبي شاعْلَه نيرانْ
و الناسْ كي لاموني
قالولي يا مجْنونْ يا يقْظانْ
*****

قالوا عْليَّ صْميتَه
طُفْلْ صْغيرْ وْ سايِرْ عْلى نِيتَهْ
و عاشقْ بْنيَّه بْسِيطَه
وْ يمْشِي مْعاها وْ راقِدْ وْ مِطْمانْ
وْ عامِلْ عْليها زِيطَهْ
وْ مِسْكينْ جاهِلْ ما عْرَفْ نِسْوانْ
*****

قالوا اكبِحْ جْماحِكْ
و لْبِنْتْ حوّا ما تْوَرِّي سْلاحِكْ
و احْرِصْ عْلى مْراحِكْ
و اسْتَحْفِظْ عْليهْ لا تْطُبْلَه نسوانْ
و مْعاها عيشْ دِيمَه ضاحِكْ
و لْبِنْتْ حوّا ما تْمِدْ آمانْ
*****

قلْتِلْهِمْ خَلُّوني
ها البنتْ هَاذِي عْيونْها قِتْلُوني
و لْحاظْها ضَرْبُوني
وْ في سِرْ قلبي تْرَشّْقوا رَشْقانْ
وْ في اهْدابْها رَبْطوني
وْ هي غْزالي زينِةْ الغُزلانْ
*****

ها البنتْ نا راغِبْها
نُنْظُمْ عْليها ابْياتْ و انْرَتِّبْها
نُوصِفْ مْحاسِنْ سِرْها حاجِبْها
ما تْشُوفْهاشْ عْيُونْ ها الإنسانْ
وْ ما يْشوفْها كان اللِّي هو حابِبْها
وْ حُبُّو كْبِرْ ما صَابْلُو هَزَّانْ
*****

سُبْحانْ من صَوِّرْها
من كُلّ ْ صِيفَه كامْلَه كَمِّلْها
و اطْرافْها فَصِّلْها
فَصّالْ يِتْقِنْ صَنْعْتو فَنَّانْ
و اقْسامْها زَيِّنْها
من كُلْ زينَه تامَّه تَزْيانْ
*****

كيفْ يِنْسْدِلْ شْعَرْها
خَمْرِي طْويلْ جْدايْلَه منظِرْها
مْعَ الرّيحْ كي يْطَيِّرْها
تْخَفِّقْ تْطيرْ وْ ما لْها جِنْحانْ
وْ كي تْحَدِّرْ عْلى ظْهَرْها
سْبايْلِ طْوِيلَه تْجاوِزْ المِسْلانْ
*****

و الاَّ كي تْغَطِّي صْدِرْها
تْخَبِّلْ و تِثْني وْ يِنْطْبَقْ شْطَرْها
وْ يَقْظانْ كي يُخْزُرْها
يُغْدا يْضْيعْ وْ تِرْدْمِه رَدْمانْ
أمّاكْ كي تُضْفُرْها
ضْفِيرِةْ شُعاع السَّمْشْ في نِيسانْ
*****

و حْواجِبْ حرْقوصْهُمْ سَطِّرْهُمْ
مْقَوْسِينْ عا عْيونْ فاضْ عْسَلْهُمْ
بْياضْ الحليبْ بْحَرْهُمْ
وْ في وسْطْهُم يِضْوي عْسَلْ ضَوْيانْ
عْيونْ المَها كيفْ زادْ حافْ شْفَرْهُمْ
مَنْظومْ كاحِلْ كَحّْلَه فَنّانْ
*****

و خْدودْها نَوِّرْهُمْ
بَرْدْ الشْتا و حْلا في مَظْهِرْهِمْ
وَرْدْ الرْبيعْ الخِصْبْ زادْ بْهَرْهِمْ
لَمّوا حْمورةْ شْقايِقْ النُّعمانْ
تِفّاحْ جِرْبَه فاحْ كيفْ حْضَرْهِمْ
تْخَلِّطْ مْعاهْ الخوخْ و الرّمّانْ
*****

شِفّاتْ حافْ سْطَرْهِمْ
جيداتْ رُقَّهْ لُونْهِمْ حَمِّرْهِمْ
لِمْعوا وْ شِعْلُوا وْ نورْهِمْ نَوِّرْهِمْ
فايِضْ عْلِيهِمْ قُرْمِزْ وْ ريحانْ
نِهْبِلْ نْجِنْ نْضِيعْ كي نَعْصِرْهِمْ
نَرْوِي ضْمايا وْ نِنْتْشِي سَكْرَانْ
*****

و سْنونْ كي تْظَهِّرْهِمْ
تَضْحِكْ يْبانُوا يِلْهْبُو بِقْدَرْهِمْ
تَبْرُورْ ولاَّ رْخامْ في مَظْهِرْهِمْ
عِقْدْ الجْواهِرْ جَيِّدْ اللَّضْمانْ
و الرِّيقْ سالِسْ طابْ كي مَرْمِرْهِمْ
خَمْرِةْ سْنِينْ صْفِتْ للسَّكْرانْ
*****

و الجِيدْ طالْ وْطَوِّلْ
جِيدْ الغْزالْ طْويلْ ما يِتْحَوِّلْ
بُلاَّرْ صَافِي عْلِيهْ نا مِدَّرْوِلْ
مْنَمِّشْ صْقِيلْ وْ صَقْلْتَه صَقْلانْ
مْخَطِّطْ خْطوطْ رْهافْ كي يِتْشَوِّلْ
يْبانُوا مْواجْ خْفافْ في غُدْرانْ
*****

و زْنودْ عودْ السَّرْوِلْ
مِبْرِي وْ مِسْوِي مْعَ النَّسِيمْ ادَّرْوِلْ
يُرْقُصْ يْمِيلْ وْ يِنْثْنِي وْ يِتْجَوِّلْ
يَعْطِفْ يْموجْ مْع الهْوا مُوجانْ
وْ في اطْرْفَهْ فَتِّحْ العُودْ وْ تَهْلِلْ
صْوابِعْ رْقِيقَهْ ظْفارْها رِيحانْ
*****

و الصَّدْرْ فاضْ وْ كَمِّلْ
يَوْساعْ يِسْوِي يِنْبْطَحْ يْمَيِّلْ
رَوْيانْ ثارِي مْعَ النّْدى مِتْهَيِّلْ
مَصْقولْ صاقِلْ مَلْعِبْ الفِرْسانْ
حتّى الثْمَرْ الخِصْبْ فيهْ مْهَدِّلْ
ثَمْرْ الجْنايِنْ صايْنَهْ جنَّانْ
*****

و الجوفْ ضامِرْ خاوِي
جوفْ الغْزالْ الحُرْ صَحْرا غَاوِي
ولاَّ الحْزامْ رْهِيفْ ماتِنْ قاوِي
لاهو ضْعِيفْ لا صَايْبَهْ نُقْصانْ
ولاَّ الكْفَلْ مَشْدُودْ لاهو فْضَاوِي
مَتْمومْ كاملْ مُوزُونْ بالمِيزانْ
*****

و الفَخْذْ هابِطْ سَاوِي
ولاّ العْظا مَلْيانْ سَاطِعْ كَاوِي
ولاَّ الخْلالْ مَبْرومْ كامِلْ راوِي
زَيْ القْصَبْ في جْوانِبْ الغُدْرانْ
ولاَّ الرّْخامْ الزِّينْ لامِعْ ضاوِي
عَرْصْ الـجْوا في مْعابِدْ الرُّومانْ
*****

ولاّ الخْيالْ السَّاوِي
نَخْلْ العْلا طالبْ سْماهْ وْ غاوِي
حامِلْ ثْمارَه مْشَمْرْخَه و تْهاوِي
عَرْجُونْ طايِبْ مْعَسِّلْ وْ مَلْيانْ
شَعْشِعْ مْعَ نورْ الشْفَقْ الضَّاوِي
يَخْطِفْ العَقْلْ وْ يِسْحِرْ الوِجْدانْ
*****

ولاَّ القْوامْ السَّاوِي
مَمْشُوقْ أَهْيِفْ زَيْ سَرْوِلْ راوِي
صَفْصَافْ نابِتْ في جْنانْ النَّاوِي
حامِلْ عْنِبْ خْرِيفْ طابْ زْيانْ
ولاَّ الْقَدْ مْلِيحْ نُورَه ضَاوِي
بَدْرْ السْما كَمِّلْ شْعِلْ ضَوْيانْ
*****

يا نَجْمْ طالْ كْلامِي
وْ في وَصْفْها مَعْجُولْ دِيمَه حامِي
نُنْظُمْ القُولْ نْفَصْلَه بِتْمامي
عْلى زِينْها ما شَبْهاشْ زْمانْ
وْ في وَصْفْها نِرْغِبْ وْ دِيمَهْ ضامِي
وْ تِصْوِيرْها ما يِقْدْراشْ لْسانْ
*****

تِصْوِيرْ ما يِتْصَوِّرْ
و اللي تْشُوفَه العِينْ ما يِتْحَوِّرْ
يْخُشْ الجْواجِي الغارْقَه و يْعَمِّرْ
يُسْكُنْ القلْبْ يِنْزادْ فيهْ عَقْدانْ
وْ يِبْقى احْساسْ سْخونْ ما يِتْغَيِّرْ
ما يْتَرْجْماشِي قُولْ لَوْ يَمْتانْ
*****

يا نَجْمْ هاذِي قِصَّه
رِحْلِةْ خْلا مَرْحولْها ما رَسَّى
مَرْكِبْ بْحَرْ بِعْدِتْ عْلِيهْ المَرْسى
خَشْ الغْرِيقْ مْراتِعْ الغِيلانْ
ناشِرْ قْلُوعَهْ مْعَلْقَه في نُصَّهْ
دَفَّهْ مْتِينَه شَادّْها قُرْصانْ
*****

قُرْصانْ عارفْ ماهِرْ
خابِرْ المُوجْ عْشِيرْ بَحْرْ وْ ثَايِرْ
راسُوا صْحِيحْ تْقولْ صَخْرْ وْ كافِرْ
جامِحْ وْ هايِجْ وْ لابْسَهْ شِيطانْ
حتّى كْنُوزْ الكُونْ بِيها كافِرْ
كَنْزِهْ جَزيرَه ما حْواها مْكانْ
*****

كَنْزِهْ جَزِيرَه حُرَّهْ
بِكْرْ الوْطا ما لاَطْهاشِي جُرَّهْ
بَرْ الخْلا فِيها وْ صايِنْ بَرَّهْ
نَبْتْ الخْلا وَ الهُوشْ و الغُدْرانْ
خِصْبْ الحْيا فيها مْخَبِّي سِرَّهْ
طالِبْ مُزارِعْ يَفْجْرَهْ فَجْرانِ
*****

كَنْزِهْ جَزِيرَهْ حُرَّهْ
عْلى جْناحْ طِيرْ وْ تايِهْ عْلى بَرَّهْ
عْقابْ السْما ناشِرْ جْناحَه كَرَّهْ
مالِكْ فْضاها يْحَوِّمْ وْ نَشْوانْ
ولاَّ عْلى جِنْدْ القْطا كي شَرِّهْ
عُرْضْ الفْضا كي رَدّْمَه رَدْمانْ
*****

ولاَّ عْلَى غِيمْ الفْضا كِي جَرَّه
قَلْوِسْ سْحابِهْ رِيحْ غَلِّقْ بَرِّهْ
غَيِّمْ عْلَى طُولْ الـمْدَى بِالمَرَّه
ظَلِّمْ عْلَى رُوسْ العْلاَ وَ دْكَانْ
ولاَّ عْلَى دَمْعْ السْمَا في قِرَّه
سَيِّحْ غْزِيرْ وْ هَرْهِرْ الوِدْيَانْ
*****

كَنْزِهْ جَزِيرَه حُرَّهْ
رَكْضْ الفْرَسْ مَمْحُونْ عَنْدَهْ غَرَّه
ولاَّ صَهِيلْ حْصَانْ يُومْ الكَرَّه
يَصْهِلْ صْهِيلْ يْرَعِّشْ الوِجْدانْ
شَايِفْ فْرَسْ وْ حانِيَهْ في هَرَّهْ
مُهْرَه صَغِيرَه وْ تَايْهَه تُوهَان

هناك تعليقان (2):

  1. كأنّ القصيدة عند عبدالله حبيبة يداعبها فتتمنع
    و تتلوى ثم تنصاع ..
    كأن القصيدة حصان جامح يركض هيجانا فيشد الفارس شكيمته فيهدأ وينقاد ..
    برافو حبذا تجربة أخرى مرة في الإبحار لتتفتق من جديد عبقرية عبدالله

    سامي الطاهري

    ردحذف
  2. لقد زاد تعليق سامي الطاهري القصيدة رونقا والقا عاكسااحساسا رقيقا وذوقا رفيعا

    ردحذف